الأربعاء، 10 مارس 2010

ذكرى الخطوات-2

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
هم النور نور الإله جل جلاله..هم التين والزيتون والشفع والوتر
.
وصلت لكني لم أرى القبة بعد
قررت أن أنزع أوساخ الحياة
وأتجرد من ذنوب أثقلت كاهلي
فأنا متوجهة لوجيهاً عند الله
وشافعاً لغفران كل ماعلق من خطايا وآثام
خرجت بعدها ومشاعر حبي
كزخات مطر تبللني بل تغرقني في بحار حنين لا متناهي
إلى أن رأت عيني حصناً منيع شامخ بعزة و رفعة
نظرتُ إليه ونظراتي تعلو شيئاً فشيئاً لعنان السماء
وكأن الأمير يريد أن نستقبله بشموخ فخر لإنتمائنا إليه
فعلاً هذا مايستحقه المولى
أن ينافس الغيوم شرفاً وعزاً بل أعلى من ذلك بكثير
كقطعة الحلوى تذوب بسرعة
كنت ذائبة أمام الجلال والهيبة هياماً وحبا
أخاطب نفسي أن جودي بكل مشاعرك
لتلبسي إكليل الولاء من المولى
فاشتعل شوقي وأحرق كل شيء يشغل فكري سوى
مرآه الطاهر
فهاهي سنابل خضراء تفترش أمامي كدليل لأسير بسرعة
لداخل الحرم الشريف
لا اعلم مالذي حصل لي ؟!
شعرت بركض أنفاسي
وكأنها تريد التحرر من جسدي
فوصلت أقدامي لبوابة شامخة
فأبت الوقوف فسجدت لله شاكرة
أستمريت بالمسير ويدي تلامس الجدران
كأن بها نبض حنون يدفعني لأُكمل
وعيناي تتأمل اللمعان الذي يسطع
ورائحة تخترق الأنفاس لا أظنها لورد بل أعذب بكثير
أخيراً
لاح المرقد أمامي
فهاج بصمتي أنين وضجيج
ولكني حائرة
أ أصرخ ؟!
أ أبكي؟!
أ أمد يدي وتصل إلى سيدي؟!
راودت روحي ارتباكات لم أعهد لها مثيل
كيف لي أن أستقبل الحبيب؟!
كيف أكون متبتلة في محراب عشقه؟!
فسجدت مبتهلة للمولى معترفة بهواه الأبدي
أفواج كالموج أمامي تتسابق للوصول
فقررت بلا تردد الغرق معها
لأحظى بقرب أكثر
وهاهي يدي تصل وكأن أصابعي تهرب مني
فنثرت قبلاتي ودموعي تتلاعب على خدي
حقاً وصلت ؟!
لمني عندك مولاي فقد بعثرتني الأيام
خبئني بين حناياك فأنا من تفخر بالإنتساب إليك
شذى من الرحمة والرأفة والعطف والود لامس الهواء
فأحاطني بشعور أب رحيم أرحم من هبات نسيم على صفحة ماء
سحب سوداء غطت كياني فأبعدها سيدي في ثواني
مسح جراحي وقذف في أعماقي وده
وملأ أنفاسي بنقاء لا متناهي
هنا عادت أجنحتي لتحلق لأحبة طلبوا مني الدعاء لهم
وكيف أبخل عليهم هنا
وهنا تشنق كل الذنوب
هنا ظل دافئ لكل القلوب
هنا الغرق في بحار الحب نجاة من نار الجحيم
والفوز بلا ريب بجنات النعيم
هنا الهوية الصامدة والإنتماء المنير
هنا الصراط المستقيم
لا أعلم هل ذكرت الجميع أم لا ؟!
ولكن ابتدأت بدعاء خاص لأخي الذي أفتقدته
فالموت غيبه عني ولكنه كان الأول بذاكرتي
رغم هذا التراقص الغريب لمشاعري بين الفرح والحزن
شعرت بأني أسيرة
ونعم الأسر
فقد كان هناك هالة نورانية تجذب أقدامي في كل حين للحضرة العلوية
أعلم بأنه سحر فُطر قلبي عليه
فلم أعد أبالي لبرودة الأجواء
وقد أزددت برغبة لمعرفة كل مكان حل به المولى
فتوجهت لجامع الكوفة
جامع عظيم لهجت به ألسن أشرف الخلق متقربة إلى الله تعالى
وزاده شرفاً دماء طاهرة أريقت في محرابه لأمير المؤمنين
بالقرب منه كان الصحابي ميثم التمار شاهداً على الظلم
كيف يعاقب المرء على حبه وكأنها جريمة
أيضا الشهيد مسلم ابن عقيل ونور الحق المختار الثقفي
وهانئ بن عروة عليهم سلام الله
فهذه البقعة احتوت مزيج من العظمة المذهلة
النبي والوصي والصحابي والشهيد .
.
أخيرا
أعترف بتقصير حرفي إليك مولاي ياعلي
فأنا محمومة من بعدي عنك
فدثرني سيدي بدوام لقائك
.
سأعود محملة بشوق لـ سحر كربلاء
انتظروني

هناك 4 تعليقات:

  1. هنيئاً لك الزيارة
    وخطوات مباركة إن شاء الله
    وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال
    أحتار كيف أرتب كلماتي وحروفي وكلها قد تبعثرت أمام روعة كلماتك وحروفك
    سلمت أناملك الموالية
    ودمتي موالية عاشقة زائرة كل عام إن شاء الله

    ردحذف
  2. غاليتي
    أعذريني ..
    أشعر أن حروفي تائهة الخطى
    أمام عظمة مولاي أمير المؤمنين عليه السلام
    وأنا .....
    لاتسأل عني
    فيارب بحق محمد وآل محمد أكتب لنا الزيارة في كل عام..
    سأكون بإنتظار خطواتك القادمة بشوق

    ولكن لي عودة إن شاء الله

    ردحذف
  3. جميل جدا مااهرقته ذاكرتك هنا من سلسبيل عذب
    في حضرة امير المؤمنين
    يخونني الشوق ان اسكب كلمات في النجف الأروع
    هاجت بي الامواج

    فهنيئا لك الزيارة
    بانتظار بقية السيل

    ردحذف
  4. عزيزاتي
    اقف بحرف جذل مسرور لتواصلكم الرائع
    فكل حرف هو شعور لأمير المؤمنين عندما كنت بكنفه
    وبالطبع انتم أكثر من تمنيت تواجدهم معي في هذه الرحلة
    بلغنا الله وإياكم زيارته
    دمتم بولاء

    ردحذف