الاثنين، 10 أغسطس 2009

رحلة انتحار الشوق 2



قرر والدي أن تكون رحلتنا يوم الأحد

وبالفعل ركبنا الحافلة التابعة لإحدى الحملات في المنطقة

وسرنا بعد صلوات عاليات لمحمد وآله

وقراءة آية الكرسي وبعض سور الحفظ

وبعض الأبيات الحسينية بحق أم المصائب زينب (عليها السلام)

فالطريق طويل و ليس لنا إلا أهل بيت الرسالة

فبذكرهم يسهل كل عسير

حمدت الله أن مقعدي كان بجوار النافذة

فقضيت وقتي بتأمل الكثبان الرملية الشاسعة

التي كانت تتباين في أشكالها وألوانها

بعضها شامخ ينافس السحاب

و البعض الآخر منثور بشكل رائع

فسبحان الخالق

ولا أنسى بالطبع كيف عانقت هذه الحبات الرملية

شمس ذاك اليوم

ليحل الظلام

فكنت أشعر ببطء الوقت فسواد الليل حرمني أن أطل على الخارج

فاضطررت أن أضع رأسي على النافذة لعل النوم ينجدني

ويتسلل لأجفاني

لا أخفي عليكم كان هدفي الأول أن أرقب كل أنارة في الطريق

لأرى كم بقي من المسافة لميقات السيل الكبير

إلى أن توقفت الحافلة ووصلنا إلى هناك بلطف الله

بملابس بيضاء صافية

و روح احتضنها تحلق داخلي خائفة

التفت يمنة ويسرى

هكذا كنت وغيري الكثير

وكأننا أسراب من الملائكة

فهذه استعدادات دخول مكة

السنتنا تلبي واعيننا تنظر للساعة كل حين

طريق صحراوي وجبال عالية تعانقه

وبعد سويعات أعلن الوصول

هذه مكة المكرمة أمامنا

عمارات ضخمة

إحداها كانت لنا

توجهنا نحوها لنلقي بالأمتعة ونجدد الوضوء

استعداد أخير لأداء العمرة

شعور لا استطيع وصفه

قفز فكري لمن أوصاني بالدعاء

أخواني وأخواتي وصديقاتي وجميع من قلدني الدعاء والزيارة

و ماهي إلا لحظات أسبح معها بخيالي

حتى لاحت الكعبة المشرفة أمام عيني

يالله .. مااعظمها

ما أروع الجموع التي تطوف حولها

انحنيت ساجدة شكر للمولى على وصولي

رفعت رأسي ووقفت سريعا على قدمي

لأختلط مع هذه الأفواج الرائعة

مع هذه النفوس الطائعة

فالكل يرتدي البياض و الكعبة بثوبها الأسود الأخاذ تثبت وجودها .

لي عودة فللحديث بقية

هناك تعليقان (2):

  1. تزدان القلوب بفرحة اللقاء
    العمرة الرجبية تبقى الاجمل
    تناغم عجيب ينتج تلك المعزوفة التي يعزفها شهر رجب مع مكة المكرمة
    هنيئا لك أداء العمرة
    استمتعت كثيرا بقراءة تدوينتك المميزة
    اسال الله قلمك شوقا اكثر فاكثر

    ردحذف
  2. هكذا دائما أي مكان ترتقي فيه الروح
    وتتبتل لخالقها وتعترف بتقصيرها
    تطوق المكان هالة من الجمال والراحة
    وبالطبع السعادة
    ادامنا الله واياك في طاعة الخالق
    اشكر لك تواجدك الجميل دائما

    ردحذف