السبت، 7 مارس 2009

إبكي كما تريد



يقول الأديب الإنجليزي ريتشارد ديكنز :" إن البكاء يُوسع الرئة ويغسل الملامح ويُدرب العيون وغالباً ما يُهدىء المزاج فـ ابكِ كما تريد "


الدموع موضوع شدني واحببت أن اصير حرفي له
فكرت كثيراً كيف أعرفه ؟!
فهو عنوان وتعبير لمشاعر و أحاسيس مختزنة تتكسر الكلمات عند حضورها
وتعجز عن تهدئة شيء يستحثها داخل الروح
قد تكون نتيجة سحابة للحزن و الضيق مرة بك أو نسمة عليلة تحمل معها الفرح الشديد
لا أعلم أشعر أن هذه القطرات الملحية هي الأقوى لتجديد القوة بالحياة
فكم اشعر براحة غريبة تطوقني بعد أن تهطل بعضاً منها على خدي
وتنتحرعندما يغلق أمامي بعض ما اتمناه فهي من أفضل الأدوية لعلاج توتر الأعصاب
ومن قال بأنها خاص للمرأة فقد أخطأ فالكل يملك مشاعر و أحاسيس

فهذه القطرات تثبت وجودها مع كل أم ثكلى و أب فاقد
و نحتاجها جميعاً لتسجيلها بالحياة
فبجرح ونزف بسيط بالروح يستحثها للقيام بدورها

فعجباً لها
وسبحان الله خالقها

ولكن الأغرب فيها عندما تكون نتيجة لسماع مصيبة آل بيت محمد عليهم السلام
فقد تذوقتها مراراً مع أنها تعبيراً للحزن لكنها ليست مالحة بل أعذب من العسل وليس هذا وحسب لا صداع يتبعها مع كثرتها
أذكر ذاك البكاء الذي غطى سماء المدينة و رافق قافلة زينب (عليها السلام ) بالمسير فكل خطوة حكت مع آثارها عن دمعة

فسبحان الله خالقها

أما كونها عنوان لفرح يحلق في أجواء السعادة
كعودة غريب أو نجاح أو خبر يفيض بالسرور
أو قلب جديد ينبض بالحياة بعد طول انتظار
فالدمعة تحيطنا بسياجها
و لا تستطيع الحروف والكلمات و الجمل أن تجاريها
فتنحدر بعض من هذه القطرات لتقول نعم نعم أنا مسرورة وفي شدة الفرح
وتعجز الوسائل عن توضحيها وتبيين معالمها
فتثبت بالدمعات صرخاتها القوية لحضورها الآني
اخيراً لا ننسى أن البكاء كنز عظيم أودعه المولى بهذه الأجساد

فشكراً لله تعالى
بقلمي
2009

هناك 3 تعليقات:

  1. موضوع رائع أختي الكريمة

    وفعلا البكاء هبة ربانية للبشر

    ولا ننسى فضل البكاء على مصاب سيد الشهداء مولاي الحسين بن علي عليه السلام و جميع مصائب أهل البيت ع

    شكرا أختي على الموضوع و أتمنى لك التوفيق و السداد

    ردحذف
  2. بعثرات
    لاأبكى الله لك عين على دنيا فانية
    وزادك الله بكاء على الآل
    وجعل الله دموعك نور لك في الدنيا والآخرة

    سلمت أناملك
    موفقة
    ودمتي مميزة

    ردحذف
  3. اخي علي
    وعزيزتي نداء خميني
    بالفعل البكاء كالبحر الذي لا نستطيع أن نقف على سواحله
    كتبت لكن مازلت مقصرة واشعر بأنني لم أحط به بعد
    أسعدتموني بمروركم الجميل
    ودمتم بحفظ الله

    ردحذف