الأحد، 18 أبريل 2010

ذكرى الخطوات- 4 والأخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
.
"أيا بني الوحي و التنزيل يا أملي...يامن ولاهم غداً في البر يؤنسني
حزني عليكم جديد دائم أبداً...ما دمت حياً إلى أن ينقضي زمني"
.
هاهي خطواتنا تستبق أضواء شمس هذا اليوم
فالشوق يستعر ليحرق قلوبنا ويجعلها تحلق بحب
للوصول لقبة الجوادين
دخلنا بصعوبة لبغداد
بعد عدة اجراءات أمنية
اثبات الهوية وتفتيش لبعض اغراضنا الشخصية
ولكن مالفت انظاري للمرة الأولى
لا عنوان للحجاب وإن وجد جزء منه
فخصلات متطايرة ومكياج يرافقه
توقفت حافلتنا
أمام طريق طويل
تستقبلنا في آخره قبتان مذهبتان
وأشجار ممتدة وكأنها ترحب بقدومنا
مشيت وحنيني يدفعني أن أطير
لأصل بسرعة
جالت انظاري حول المكان يالروعة هذا الصحن الواسع
فاخترق فكري صورة لحرم الإمام الرضا عليه السلام
فالشعور هنا ينافس الشعور هناك
وكأنني أودع التعب والعناء
فالهدوء هنا يعم الأجواء
حتى من يخدم بهذه الجنة مميز
يرتدي ملابس رسمية وقبعة سوداء
وعند الدخول
يصطفون لـ السلام على الإمامين
بصوت شجي
ولحن يعجز حرفي عن وصف روعته
.فهذه جنة موسى والجواد فادخلوها بسلام آمنين.
أما الضريح
فقد لامسته يداي بلا تزاحم عجبت لسهولة ويسر الحركة
فزددت طمأنينة
فلا شك أن ألم القيود وغياهب السجون وكذلك
الإقامة الجبريه
كانت كفيلة أن تجعل الموالين
ينعمون بهذه الحرية التي تتبعها
مشاعر ترتقي هنا لتبتهل لرب العباد
في سحر ممزوج بخشوع تنتحر معه بعض الدمعات
كانت زيارتي للإمامين قصيرة تخللتها
زيارة لسر من رأى
و آه لسامراء
سارت لها روحي قبل أقدامي
كنت اتسائل
كيف ستكون هذه البقعة
هل أفضل حال مما رأته عيناي على شاشة التلفاز
وعندما وصلت
أوقفني الذهول
وكأن قنبلة انفجرت بقلبي
فنزف الم وحرقه
أين أكبر القباب ؟
أين البناء والإعمار ؟
لا جديد
سوى قبة غير مكتملة البناء
و بقايا أحجار متناثرة جمعت فكونت جبل من حطام
ومبنى صامد
وآثار الإغتيال واضحة تحكي قصة جرح لا يلتأم
فعرفت سر خطواتي في طريق الوصول
فقد كانت أقدامي تشق طريق لرفع رايات الحق
لعلها تمهد لتعجيل فرج صاحب الأمر
وهاهو قلبي ينحني مرددا نداء إلى المولى
ودموعي تبلل التراب شاكية جرائم
الغدر والخيانة
وقفت استأذن بخجل للدخول
وبعدما انتهيت من الزيارة خرجت
وأنا اكفكف دموع قلبي قبل عيني
أحمل معي ذكرى لحزن حاصرني
مع كل شيء في داخل الحرم المطهر
.
أخيراً
عدت أجهز حقائبي
فالرحلة أوشكت أن تنتهي
وكم كنت فخورة لتوفيق رب العباد
فقد رافقتني خيوط ولائي
وإبر ودي
لتصنع لروحي رداء يحمل عطر علوي
ولون محمدي
فأدمه يا الله لي.
.
اتمنى أن تكون ذكرى خطواتي قد أعجبتكم
وعذرا لتقصيري
خادمتكم